تجربة موازي … أم … موازي التجربة

2021/10/17

تجربة موازي … أم … موازي التجربة

لا شك ان التجربة هي أحد أهم أنماط التعليم في الحياة بل تكاد تكون اكثرها إلزاميه، ولكن أي تجربة وكيف كانت التجربة هذا هو الأهم أتذكر اللحظات الأولي لمعرفتي عن موازي عندما دعتني إليه نايرى عبدالشافي والتي ألهمتني في الكثير من مراحل حياتي كانت في هذه المرحلة في طور اختيار أسم للمشروع حضرت كباقي المشاركين مجموعة من الجلسات البؤرية التي تعمل على شرح المشروع واختيار الاسم أتذكر العديد من الأفكار مثل (حبل غسيل – ساعي البريد – نقال – شباك) وكانت هناك حماسة لأسم شباك حيث يعتبر أحد وسائل نقل المعرفة ولكنه أسم متداول فتطور إلي (ومن الشباك) برمزية نقل الأشياء من الشباك كعادة العديد من الشعوب ولكن تبعه الحاضرين (لرميلك حالي ومن الشباك لرميلك حالي أه يا حلو يا شاغل بالي) أمتلئ المكان بالضحك والغناء وأتذكر هنا أني بدأت أفكر أننا لا نريد أن نبحث عن اسم يعبر عن المشروع أو رمزية ودلالة المعني في الاستخدام ولكن الأهم أين نستطيع أن نجد المتعة فيما نقوم به ونعمل خلاله.

في النهاية لا أتذكر بالتحديد من طرح أسم موازي أو كيف تولدت فكرة لتتطور ونصل إلي موازي ولكن ما أؤمن به في موازي أنه مساحة موجودة، قادرة، فعالة، متقابلة في الحياة نستطيع التقرب منها والتعلم من خلالها حتى وإن كانت لا تلتقي مباشرة مع طرق التعليم الاعتيادية.

كان لدي قدر من الحظ أن أشارك في كافة الورش التدريبية التي قام بها المشروع في المحافظات المختلفة لألتقي بالعديد من الثقافات والخبرات والتجارب الثرية ولكني أيضا كنت على موعد شخصي داخلي لألتقي عن عمق وبصورة مختلفة هذه المرة مع التعلم القائم على التجربة – حيث أثرت تجربة موازي التعمق في المفاهيم الخاصة بهذه النظرية والتي طرحها العالم ديفيد كولب من خلال كتابه “التعلم التجريبي” عام 1984، ولعل سيوة من أكثر التجارب القريبة لقلبي والمتعلقة بهذه الرحلة الداخلية.

سيوة والتعلم القائم على التجربة

التجربة المادية: كانت سيوة تجربة اكتشاف حقيقية حيث تم تنفيذ ورشتين للمحتوي أحدهم للسيدات السيويات والأخرى مختلطة للرجال والسيدات من خارج سيوة كالمعلمات وكنت سعيدة الحظ أنني كنت أشارك في ورشة السيدات فقط والتي كانت تتم في بيت أحداهن، مما جعلني أنغمس بصورة كبيرة في التجربة الجديدة التي أحياها.

الملاحظة – التأمل: وكالعادة في نهاية كل يوم يجتمع الفريق من اجل تبادل الخبرة والتعرف على ما حدث خلال اليوم، وكانت هذه اللحظات بمثابة مساحة شاسعة للمراقبة وملاحظة التجربة الجديدة وما أمر به داخليا أثناء رحلتي مع السيدات كل يوم، ومن أهم هذه الملاحظات ان أغلب السيدات المشاركات لا يجيدن القراءة والكتابة مما يجعل تنفيذ الورشة كما هو مخطط له من أحد المستحيلات.

المفاهيم المجردة – التعميم: وفي هذه المرحلة من الرحلة كنت على موعد مع اكتشافات أخرى أو تحليلات أدق حيث تتلاقي السيدات في سياقات عدة كالمشغل والحضانة والاعراس التي تمتد لأيام كثيرة، ووجدت اعتزاز السيدات باللغة الامازيغية والحرص على تعلمها والتحدث بها كما ان التطريز السيوي المتعارف عليه ما هو إلا كتابة لبعض حروف اللغة الامازيغية، مما جعلنا نعيد صياغة كافة الجلسات

التجريب العملي – التطبيق: في هذه المرحلة كانت القرارات واضحة وحاسمة حيث تم تحويل كل ما هو مكتوب أو مقروء إلى مرسوم كما يفعلن مع حروف اللغة الامازيغية، تم تنفيذ فاعلية منفصلة للتطبيق العملي داخل فناء البيت، تم تنفيذ حفل ختامي مليء بالألعاب والأنشطة التي تحاكي المنهجيات التي تم التعرض إليها خلال الورشة، تم توثيق كل هذه التجارب بدون صورة من أجل توثيق الخبرة ولكن دون التعدي على رغبة وعادات المجتمع.

لتكتمل في النهاية تجربة حقيقة معاشه وحكايات لأشخاص يجب أن تروي.

من المهم أن نفهم أن التعلم القائم على التجربة ليس متطابقًا مع التعلم العملي أو التدريب المهني، الغرض من التعلم التجريبي ليس مجرد تعلم مهارة من خلال الممارسة، ولكن أيضًا التفكير بشكل نقدي حول هذه الممارسة واتخاذ قرارات من أجل تحسينها.

وفي النهاية لا يسعني إلا أن أقول “التجربة هي ملك المشاركين” فشكراً للمشاركين – شكراً للتجربة – شكراً موازي.

التعليقات
المزيد