هل الملاحظات التقييمية صادقة فعلًا؟ استنسخ

2021/06/03

نُشر في 11 سبتمبر 2010 بواسطة  designerjay 

ترجمة: نهى هشام

 

أنت تختبر لعبتك، والكل يمدح عملك وتشعر بأنك ستقوم بالضربة التالية، رائع، ربما عليك التخلي عن عملك اليومي وإنفاق مدخراتك الحياتية على إنتاج هذه اللعبة بنفسك، أو ربما لا. سوف تُختبر لعبتك عادة من قِبل أصدقائك وعائلتك. ورغم أن هذا يشكّل تحديًا عظيمًا، إلا أن التحدي الواضح يتلخص في كونهم يتحيزون للعبتك ويتجنبون أيضًا الإساءة إليك. ولقد وجدنا ثلاث طُرق لتجنب ذلك.

1-      كن أول مَن ينتقد اللعبة: بعد الحصول على بعض الملاحظات العامة إذا شعرت أنك لا تحصل على ما يكفي من الملاحظات الصادقة الأمينة، عليك التحدث عن شيء يضايقك في اللعبة، وسرعة استجابة واتفاق أصدقائك مع انتقاداتك، ستخبرك بمدى ضخامة المشكلة الحقيقية. فإذا صرخ أحدهم فقال: «لم أكن أحب ذلك أيضًا»، فهذا يعني أنك تدرك أنها مشكلة تحتاج إلى حل.

 

2-   اعمل الكثير من الألعاب: إذا عملتَ لعبة واحدة من ألعاب الألواح، فسوف تحصل على ملاحظات مُنحازة من أصدقائك وعائلتك، ولكن إذا ابتكرت عدة ألعاب، دستة مثلًا، فسوف تتمكن من تمييز الألعاب التي يحرص أصدقاؤك على لعبها. فمن خلال عمل الكثير من الألعاب يصبح من السهل على الأصدقاء والعائلة انتقاد إحداها، مع العلم أنهم لا يزالون يستطيعون مدح أي لعبة أخرى. هذا يتماشى مع منهجية MVP Methodology -أو الحد الأدنى لقابلية المُنتج للحياة والتطبيق التي قمت بنشرها في بداية المدونة. أفضل استخدام اثنين من النماذج الأولية على الأقل في جلسة واحدة ثم أسألهم أيهما الأفضل. وهذا مؤشر مهم لأيهما أولى بالنشر. من المهم ملاحظة أن ليس كل اللاعبين على نفس المستوى، لذا قد تختلف هذه الملاحظات من مجموعة إلى أخرى، ولكن إذا كانت الملاحظات مُتسقة، فأنت تعرف الآن أيهما أفضل للوصول إلى الناشر وأي منها يجب أن تركز على العودة إلى لوحة الرسم. والآن بعد أن لعب أصدقائي العشرات من تصميماتنا، فإنهم يدركون أنني جاد في تصميم الألعاب وأصغي بتواضع حين أستمع إلى ردود الأفعال بشأن ألعابنا. وسوف أسألهم كثيرًا ما إذا كان يجب أن أستثمر 25 ألف دولار وأن أنشرها بنفسي. عادة حبهم لي سيجعلني أتجنب الإفلاس!

 

3-   العب مع الغرباء: تعد نقطة واضحة، ولكن لكي لا تحصل على ملاحظات مُنحازة، العب مع الغرباء. ومع ذلك، لا يحل هذا كل مشاكلك لأن العديد من الناس لا يزالون يريدون أن يكونوا لطفاء، ويجد البعض صعوبة في انتقاد الآخرين، حتى ولو كانوا غرباء. ومن بين الطُرق التي يمكن بها تخفيف هذا الأمر هي تزويد القائمين على لعبة بنموذج كتابي بدون إمضاء أحد عليه. وهذا شيء لا أقوم به أنا و«سين» كثيرًا، ويجب أن نقوم به بالقدر الكافي، لأن هذا هو ما يفعله الناشرون بالضبط عندما يقومون باختبار الألعاب لمساعدتهم في تحديد الألعاب التي يجب قبولها.

إن الشكل الأكثر صراحة للتعليقات التقييمية لا يكمن في نهاية اللعبة، بل أثناء لعبها. لو أمكن، اجعل الآخرين يختبرون اللعبة بينما تجلس بعيدًا للملاحظة . اكتشف ما إذا كان الأشخاص يشاركون في اللعبة بأكملها. هل هناك تحديات وقرارات صعبة؟ هل يصرف انتباههم أو يشعرون بالملل بسهولة؟ هل يحاولون كسر القواعد لأنهم يشعرون بالملل ويريدون فقط أن يروا ما يحدث عند جمع نقاط أكثر؟ (ملاحظة: هذا النوع من اختبارات التشغيل مهم ولكن فقط إذا قمت بإعداده من خلال مطالبتهم باختراق اللعبة.. سأشرح المزيد عن هذا لاحقًا). الخلاصة هي أنه يجب عليك أن تبحث عن التقييم من خلال الصدق.

إلى مصممي الألعاب الآخرين الذين يقرؤون هذا المقال، كيف تضمن الحصول على ملاحظات صادقة من مختبري اللعب؟

–   جاي كورميير

عندما لا أصنع الألعاب، أعمل كمعالج نفسي. أعمل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة المختلفة، وعائلاتهم، ومعلميهم، وموظفي الدعم. وفي الحقيقة، فإن الطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها القيام بعملي بشكل صحيح هي الحصول على ملاحظات من كل شخص مُشترك في العمل مع الطفل. ولن يتسنى لي أن ألبي احتياجات عملائي ومع كل الأطراف المعنية  بشكل منطقي إلا من خلال الاستماع إلى ملاحظات صادقة.

وتنطبق نفس النظرية (التي تقول إن الملاحظات الصريحة لشخص ما تشكل واحدًا من أهم العوامل في إحداث تغيير إيجابي) لحسن الحظ ينطبق هذا على «مهمتي» في تصميم اللعب .(ملاحظة إن «العمل» هو هواية تجعلني في بعض الأحيان أجني بعض المال، وهواية أحب أن أقوم بها بدوام كامل إذا سمح لي القدر). نحن نخطط لجعل أدوات الورقة والقلم تأخذ طابعًا رسميًا أكثر لجمع التعليقات التقييمية، وآمل أن أستخدم بعض تدريبي المهني في طلب الملاحظات التقييمية للمساعدة في تصميم هذه النماذج حتى استخدمها أنا و«جاي».

أتبع مدرسة فكرية في العلاج تسمى «إجراء مقابلات تركز على الحل» والتي تركز على النتائج الإيجابية للمواقف بدلًا من السلبيات في محاولة لمساعدة المرضى على العمل نحو التغيير نحو الأفضل. فيما يلي بعض تقنيات هذا النوع من المقابلات التي أعتقد أنها قد تكون مفيدة جدًا في الحصول على تقييمات وملاحظات صادقة:

 

الزيادة

اطلب من الناس تصنيف الأشياء على مقياس من 1 إلى 10 (وأنا شخصيًا أفضل مقياس من 7 نقاط، ولكني سأتجنب هذا الآن). كشخص مطلوب منه تقديم الملاحظات، يجب أن تقوم بإرساء المقياس عند كلا الطرفين. على سبيل المثال، قد يعني الرقم 1 «غير واضح على الإطلاق»، وقد يعني الرقم 10 «شديد الوضوح». ولكن السر وراء تغيير الحجم ليس جمع الرقم الأول أو حتى تحليل الأسباب التي دفعتهم إلى اختيار ذلك الرقم -وهذا في الواقع ليس بهذا القدر من الأهمية- بل في طرح هذا السؤال السحري: «ما الذي قد نغيّره لنجعل هذا الرقم أفضل من نصف نقطة فقط؟». وهذا أمر بالغ الأهمية لأننا عندما نطرح هذا السؤال البسيط، نجعل المجيب جزءًا من حل المشكلة، فنركز على التغيير الإيجابي (وليس على المشكلة ذاتها)، ونتفق على أن المخاوف سليمة (لا نرفض أو نقلّل من الملاحظات التقييمية). أعتقد أن هذا النوع من التقنيات قد يكون له انعكاسات هائلة على جودة التعليقات والاقتراحات التي يقدمها لنا مختبري الألعاب.

 

أسئلة تبادل الأدوار والآراء

وهي طريقة مثيرة للاهتمام حيث يُطلب من الناس أن يروا الموضوع من منظور شخص آخر.

على سبيل المثال: «إذا كان ابنك يلعب هذه اللعبة، فماذا قد يكون رأيه فيها؟». وهو أسلوب مُفيد جدًا في مساعدة الناس على وضع أنفسهم مكان الآخرين للمساعدة في توسيع نطاق ردود أفعالهم. وأظن أننا قادرون على استخدام هذا الأسلوب الخاص مع ألعاب الأطفال، أو في ألعاب خاصة للغاية حيث قد لا تعجبك اللعبة بصرف النظر عن مدى جودة هذا الأسلوب. ولكن هذا النوع من الأسئلة ربما يكون من الأسئلة التي قد يتعين علينا أن نطرحها ردًا على إجابة محددة بدلًا من استخدامها في نموذج قياسي.

 

التقييم أثناء اللعب

يقودنا هذا إلى النقطة التي طرحها جاي. أفضل الملاحظات تحدث عادة أثناء اللعب. تكمن الصعوبة في الحصول على التعليقات التقييمية في الوقت الحالي في أنك سوف ترغب على الفور في تغيير اللعبة. والآن، هناك بكل تأكيد بعض الأوقات التي قد ترغب عندها في إيقاف اللعبة وإجراء التغييرات على الفور إذا تعطل شيء ما، وفي بعض الأحيان قد لا تجد ما قد يمنع ذلك لأن التغيير بسيط. وفي أحيان أخرى قد يكون بوسعك أن تتقدم بحيث لا تفوتك أي ضربة (كل ألعاب الألغام الآن تعطي نقطتين ذهب بدلًا من واحدة).

 

والأمر الآخر هو أننا غالبًا نلعب اللعبة مع مختبري الألعاب القريبين منّا ، لذا لا نقوم ببعض الأمور المهمة مثل:

– إلى أي مدى يستغرق شرح القواعد؟

– كم طول مدة اللعبة / لفة واحدة / جولة واحدة؟

– كم عدد المرات التي يشارك فيها الأشخاص في الدردشة الجانبية؟

– كم عدد الأشخاص الذين يغادرون الطاولة، فقط  لكي يعيدوا اللعب من دون الحاجة إلى حضور دور لاعب آخر؟

– ما مقدار الوقت المستغرق في تحليل الاختيارات؟

– إلى أي مدى تستغرق اللعبة للوصول إلى لفة أو دورة كاملة؟ وأنا أشبه لعبة جيدة برواية ذات أحداث متصاعدة مشوقة، ثم الوصول لنتيجة أو حل، فلا نريد سوى المزيد من التصعيد والتشويق مقارنة بأي شيء آخر.

– ما هي لغة الجسد أثناء المباراة؟

– هل انتهت اللعبة بالفعل قبل أن تقول الشروط إنها ينبغي أن تنتهي؟ أي إذا كان ينبغي إنهاؤها في وقت أقرب. أو بالعكس، هل يمكن إمداد الوقت إذا كان هناك ما يبرر ذلك؟

– ما هو الجو العام للعبة؟

أعتقد أن أي منّا يحتاج إلى أن يكون خارج اللعبة بشكل مُكرر للتمكن من التركيز على بعض الأشياء التي تكون غير ملحوظة أحيانًا. لقد تحدثنا من قبل عن مقاطع فيديو سُجلت فيها جلسات اختبار الألعاب. ربما كانت هذه فكرة جيدة.

 

خذ وقتك

ومع ذلك، من ضمن إجراء المقابلات المرتكزة على الحلول، السماح لمجربي ومختبري اللعبة بأخذ بوقت لصياغة تعليقاتهم التقييمية. أعطائهم الوقت والمساحة للتفكير في اللعبة دون قصفهم بالأسئلة أو استعجالهم. ومن السهل أن نشير إلى هذا الأمر بوضوح، ولكن ردود الفعل المحددة بشأن ميكانيكا اللعبة أو الفوارق الدقيقة التي لا تعمل على نحو سليم قد تستغرق المزيد من الوقت والجهد لحلها. اسمح للقائمين على الاختبار بالوقت للتفكير من دون أن تقوم بمقاطعتهم أو تشويش أفكارهم. اترك السؤال يختمر، لأن تقديم الملاحظات الجيدة، يستحق الانتظار.

 

إذًا.. 

المدرسة الأخيرة التي تركز على الحل على الرغم من ذلك تطالب دومًا بالمزيد، ولا تفترض على الإطلاق أن شخصًا ما قد انتهى من إيجاد حل، حتى لو هو تخيّل أنه انتهى من التقييم. وسوف تجد أن ألعابك قد تغيّرت إلى الأفضل. لماذا؟ وجودهم ليس من فراغ ـ فهم يلعبون بأفكار ومشاعر مختلفة عن مشاعرك. لذا، فمن خلال تقبلك لتعليقات الآخرين التقييمية، فمن المرجح أن تنتج لعبة يرغب الآخرون في لعبها.

سين-فونج ليم

 المقال الأصلي: https://inspirationtopublication.wordpress.com/2010/09/11/step-12-honest-feedback-honestly/

التعليقات
المزيد