الدلقة
إعداد: زينب كمال
التاريخ:6 مارس 2019
الحكاية الشعبية الأصلية:
كان زمان في سالف الدهر و الأوان حرمه و زوجها كسلان و مابيشتغلش و هي بتحطب للحريم و بيدنها السكر و القهوة و القمح و جميع مستلزمات الدار مقابل الحطب و عشان هيه فقيرة.
و في يوم حلمت الحرمة انها رايحة حتة و لقيت فيها دلقة (١) و الدلقة اذا ضربت عليها بتديك الأكل اللي تطلبه و حلمت هذا الحلم ثلاث مرات.
و حكت الى زوجها و قال لها روحي المكان ممكن تلاقيها و ما كذبت خبر و روحت الحته التي بتشوفها في الحلم و لقيت الدلقة ملفوفة في سعف النخل و اخذتها و روحت بها الدار و قالت الى عيالها أيش عايزين تاكلوا
قالوا عايزين جريشة
ضربت على الدلقة و لقيت فيها جريشة و صارت تدي الحريم الاكل من عندها و في ليلة جاهم ضيف و سمع بالدلقة و بده يسرقها و روح عندهم الضيف و قعد عندهم حتى العشا و نام عندهم و في الليل سرق الدلقة و هم نايمين و روح داره
و قال الى مرته ستري الدار و سترت مرته الدار و قال لها في خرمه هكيه سديها و قال الى عياله عايزين أيش تأكلوه قالوا عايزين حمص و ضرب على الدلقة و قال عايزين حمص و ضربته الدلقة على راسه و طلع من الدار يربع و يصرخ و روحت له المراه و قالت لو انت طلبت منيه حمص لأعطيتك بس انت سرقت الدلقة و قالت يالدلقة زيدي عليه يا دلقة و بعد شوية قالت يا دلقو وقفي عنه و قالت يا دلقة اديله حمص و اعطته الحمص و اعطت عياله يأكلوا و قالت له لو عايز حاجة اطلب مني، انا بديك اياها.
و قعدت تفكر و الدلقة مركده قدامها، قالت العين عليها و ممكن احد يستسهل و يسرقها. فكرت و قالت انا لازم اعطي زوجيه درس في الحياه و بعد تفكير عميق روحت للدلقة و قالت هاتي قمح زراعة، و ادتها الدلقة الشوال. روحت لزوجها و قالت هاك شوال و خابر البير الفلاني و الدقعة اللي جنبه، روح اعزق و فلح في الارض و ماترجع غير قمحك معبي في شوالاتك، و ساعتها بدخل داريه و تشف عيالك و الحين مالك حجة.
الراجل طبعه كسلان في الصيف من ظل لظل و في الشتا من مشراقة لمشراقة(٣)، قال ليها يا حرمة انتي جنيتي في عقلك، قالت انته كذي مش نافع، يا تقم تسو الي قلتلك عليه ياما بروح لاهليه و شف من يوكلك.
الرجال جاته الحمية و قال يا ولد مالك غير انك تشتغل و تنفض غبار الكسل و صاحبنا خذ مطهاته و شوال القمح على ظهره و ولج الدرب مدور البير نوي يزرع.
و بعد يوم من المشي لقي شايب قاعد تحت السياله قاله تعال تقهو و هوه كان ميت من الضيعه و تخرفو و جاب الخراف بعضه و سأله وين ملقي، قاله على على قصته، ضحك الشيبه، وين محراثك، قال الرجال هاه انا محتاجه، قال ذنيه كيف، قاله الشيبه استن، و كان يفزع فر راس السيله.
و سواله مجرة و عدة الزراعة. و قاله دوبك الحين تظبك الدقعة.
و كان ياخد عدته ويودر مكان البير، وصل صاحبنا و قعديعزق و يزرع لما صار الوادي كله اخضر و هوه قاعد في وسط الخضرة توه مسوي له لبه نار من القمح و ساع باقيته مالمه لاجيت الشويبه عليه قال يعطيك العافية و انت سويت الي قلت عليه. رد عليه الرجال و قال هذا من نصيحتك و انك اعطيتنيه عده الزراعة الي ماكنت اعرف عنها شى و انا نويت انيه اعطيك نص الحصيد ورد عليه الشايب مبتسم انا كمان بعطيك عشر بعران و كل منهم انبسط و بعد ما حصد شد علي بعرانه و دور عربه.
و يوم وصل تلقته حرمته و قالت والله انك نشمي، رد قال انتي لك الفضل بعد ربنا، قالت انت الحين خذ الدلقة، قال لا الحين نحرق الدلقة لانها راح تعلم الناس الكسل و انتي جهزي حالك و حلالك و عيالك و نرحل عند البير نزرع و نقلع و هذي التسع بعران محملات للجيرانا بقمحهن و احنا ناخذ بعير واحد و نرجع لأرضنا و نزرع الشوال اللي معنا.
و صار الرجال مبسوط بالشغل و بعد فترو رحلو العرب عنده كلهم و صارو يزرعو و يحصدو و عم الخير.
(١) الدلقة هي لحاف ثقيل مصنوع من بواقي القماش و البطّانيات القديمة.
(٢) الجريشة هي اكلة بدوية عبارة عن قمح مطحون باللبن و السكر زي البليلة.
(٣) المشراقة هو مكان مشمس دافي يستمتع فيه الإنسان في الشتا.
(4) السيالة هي شجرة منتشرة بين الأودية في جنوب سيناء تنمو عقد سقوط السيول.
الشخصيات: |
|
الزمان و المكان | زمان في سيناء |
دلالة تاريخية | لا يوجد |
الحكاية بعد التغيرات:
كان زمان في سالف الدهر و الأوان ست و جوزها كسلان و مابيشتغلش و هي بتحطب للناس و بيدولها السكر و القهوة و القمح و جميع مستلزمات الدار مقابل الحطب عشان هيه فقيرة.
و في يوم حلمت الست انها رايحة مكان و لقيت فيه دلقة (١) و الدلقة دي اللي يخبّط عليها بتديه الأكل اللي يطلبه و حلمت الحلم ده تلات مرات.
فا حكت لجوزها و جوزها قال لها:”طب ما تروحي المكان ده يمكن تلاقيها.” و الست ما كدبتش خبر و راحت الحته التي بتشوفها في الحلم و لقيت الدلقة ملفوفة في سعف النخل فاخدتها و روحت بيها بيتها و سألت عيالها: “عايزين تاكلوا ايه؟”
قالوا لها: “عايزين جريشة” (٢)
خبّطت على الدلقة و بهدوء طلبت منها: “من فضلك يا دلقة عايزين جريشة” فا بصت كده لقيت تحتها جريشة! و بقت تدي الستات الأكل من عندها و في ليلة جاهم ضيف و سمع عن الدلقة و كان عايز يسرقها و راحلهم الضيف و قعد عندهم لغاية العشا و نام عندهم و في الليل سرق الدلقة و هم نايمين و روح بيها بيته.
و قال لمراته: “قفّلي البيت” و قفّلت مراته البيت و قال لها: “في خرم هنا سديه عشان محدش يشوفنا” و سأل اولاده: “عايزين تاكلوا ايه؟” قالوا: “عايزين حمص” و ضرب الراجل على الدلقة جامد و قال: “انتي يا دلقة عايزين حمص.” قامت فجأة اتحركت الدلقة جامد و قامت ضرباه على راسه! و طلع الراجل من بيته يجري مرعوب و بيصرخ..! و راحت له الست و قالت له: “لو كنت طلبت مني حمص لكنت اديتهولك بس انت سرقت الدلقة.” و قالت: ” يا دلقة من فضلك شدي عليه اكتر!” لكن بعد شوية ابتدى يصعب عليها الراجل و قالت: “من فضلك يا دلقة كفاية” و طلبت منها تديهم حمص و اديت لعياله ياكلوا و قالت له: “لو عايز حاجة اطلب مني، وانا هديهالك.”
و قعدت تفكر و الدلقة قدامها، و فكرت في سرها و قالت: “العين عليها و ممكن حد يستسهل و يسرقها.. انا لازم ادي لجوزي درس في الحياه..” و بعد تفكير عميق راحت الست للدلقة و قالت لها: “من فضلك هاتي حبوب قمح زراعة”. و ادتها الدلقة شوال قمح. روحت لزوجها و قالت له: “خد الشوال ده و عارف البير الفلاني و حتة الأرض اللي جنبه، روح اعزق و افلح هناك و ماترجعش غير و قمحك مالي شوالاتك، و ساعتها تقدر تدخل دارك و تشوف عيالك و دلوقتي مالكش حجة.”
الراجل كان طبعه كسلان، طول الوقت في الصيف من ضلة لضلة و في الشتا من مشراقة لمشراقة(٣). فا قال لها: ايه يا ست انتي، انتي اتجننتي؟ انا اشتغل؟!” ردت عليه: “انت كدا مش نافع، يا تقوم تعمل اللي قلت لك عليه يا إما همشي من البيت و ابقا شوف مين هايأكلك!”
الراجل فاق لنفسه و قال في باله: “لابد اني اشتغل و انفض غبار الكسل!” صاحبنا خذ حلّته و شوال القمح على ضهره و راح يدور على البير و الأرض اللي هايزرعها.
و بعد يوم من المشي لقي راجل عجوز قاعد تحت السيالة (4) قاله:” تعال اشرب معايا قهوة”. قام قعد معاه يستريح وقعدوا الاتنين يتكلموا و الكلام جاب بعضه و العجوز سأله:”رايح على فين؟” فا التاني حكاله على قصته، قعد الراجل العجوز يضحك و سأله: “امال فين فاسك و محراتك؟”. بس الراجل مكانش عنده اي فكرة عن الزراعة و مكانش معاه لا فاس ولا محرات.
العجوز قال له استنى.. و راح جاب من عنده فاس و محرات و منجل و كل عدّة الزراعة و كمان عمل له بنفسه من اوراق النخل غربال و حكا له عن الزاعة و حيّلها و قال له: “دلوقتي تعرف تزرع الأرض!”.
انبهر الراجل من كرم العجوز و شكره و راح يدور على مكان البير، وصل صاحبنا و كان كل يوم يصحى من الفجرية يشتغل فالأرض يعزق و يزرع..
الأول حضرالتربة: نضّفها و خصّبها بالسماد.
و بعد ما جهز الأرض فتح الشوال اللي مراته ادتهوله و اختار منه البذور السليمة و غرسهم في الأرض.
و فضل سبع شهور بحالهم كل يوم يشتغل في الأرض، يسقيها و ينضّفها من الأعشاب و الحشرات و لو محتاجة كان بيدلها سماد لغاية ما في يوم صحي الراجل من النوم شاف سنابل القمح الدهبية و هي بتلمع تحت نور الشمس و بتترقص مع الهوا، راح قطف سنبلة و اخد منها حباية قمح و اكلها و لاقاها قرقشت في بقه، ساعتها عرف ان محصوله بقا اخيرا جاهز للحصاد!
و بعد ما قطف السنابل كلها، قعد كل شوية يحط حبة في قفة و قعد يدوس عليهم برجليه لغاية ما تطلع الحبوب من السنابل و فصل حبوب القمح كلها و غربلها و نقّاها و جففها.
و قعد الراجل في وسط الزرع و طحن شوية قمح و عمل لنفسه عيش و سواه على النار.
و انبسط اوي و كان فخور بنفسه و كان لسه هايحط العيش في بقه راح شاف من بعيد الراجل العجوز جاي عليه. سلم عليه العجوز و قال له: “يا سلام على الجمال! انت عملت الي قلتلك عليه.” رد عليه الراجل و قال:” لولا نصيحتك و انك اديتني عدّه الزراعة اللي ماكنتش اعرف عنها حاجة ما كنت عملت كل ده. انا نويت اني اديك نص الحصاد.” و رد عليه العجوز مبتسم: “انا كمان هديك عشر جمال من جمالي.”.
لم الراجل نص حصاده و حمّلهم عالجمال و مشي رجع لمراته و هو معاه الخير كله لعيلته و لكل جيرانه. و اول ما وصل رحّبت بيه مراته و قالت له:” انت دلوقتي تستاهل تاخد الدلقة!”. قال لها:” لا احنا نحرق الدلقة دي لإنها كده هتعلم الناس الكسل!”
و بعد كام يوم سأل الراجل مراته و قال لها: “ماتيجي ناخد الجمال دي و نروح نعيش هناك جمب البير نزرع و نعيش من خير الأرض؟”. وافقت الست و فعلا لمّوا الإتنين حاجتهم و خدوا أولادهم و راحوا و كانوا مبسوطين و بعد فترة جم جيرانهم هما كمان و عاشوا و اشتغلوا معاهم و عم الخير و عاش الجميع في خير و سلام.
(١) الدلقة هي لحاف ثقيل مصنوع من بواقي القماش و البطّانيات القديمة.
(٢) الجريشة هي اكلة بدوية عبارة عن قمح مطحون باللبن و السكر زي البليلة.
(٣) المشراقة هو مكان مشمس دافي يستمتع فيه الإنسان في الشتا.
(4) السيالة هي شجرة منتشرة بين الأودية في جنوب سيناء تنمو عقد سقوط السيول.
الشخصيات |
|
الزمان و المكان | زمان في جنوب سيناء |
دلالة تاريخية: | لا يوجد |
الدروس المستفادة
- فكرة العمل
- معلومات عن مراحل الزراعة
- الكرم
- مشاركة افراد الاسرة