الشط المسحور
إعداد: زينب كمال
بتاريخ 26 يناير 2020
“كان في شط مسحور في بلد على شط البحر و كل الناس في البلد دي كانت بتخاف تروح على شط البحر ده. رغم كده كان في سمك كتير فالبحر فالمكان ده فا ناس كتير كانت بتحاول تغامر و تصطاد هناك عشان تجيب سمك اكتر بس كانوا خايفين من المكان و اللي ممكن يحصل لهم و اللي ممكن يشوفوه.. فا كان في تلات صيادين ولاد عم قالوا: “احنا ايه رأيكم نروح نصطاد هناك؟” طبعا اهلهم خافوا و ازاي تروحوا احنا نخاف عليكوا الشط ده مسحور و احنا مش هانقدر ننقذكم. بس التلاتة صمموا يروحوا.. و في الليلة دي كل واحد راح على بيته عشان يستعدوا لتاني يوم و يجمعوا حاجتهم.. فا منهم اللي قال: “انا هجيب معايا سكينة عشان احمي نفسي”. و التاني قال:”انا هاخد معايا كبريت..” و التالت قال: “ده شط مسحور، انا مش هاخد حاجة.. “
و فعلا خدوا حاجتهم و راحوا التلاتة عالشط يصطادوا..
و اول يوم، فضلوا يصطادوا بقا و يجيبوا فالسمك بس كانوا على اعصابهم يعني اي حاجة يشوفوها مالهاش علاقة بالسحر زي حشرة، قطة اي حاجة يتخضوا منها و ينطوا من الخوف..
و بعدين جه على اليوم التالت، خلاص ابتدوا يرتاحوا فالمكان و كل واحد نايم عالشط في حتة لوحده.. فا طلع لكل واحد فيهم واحد على شكل واحد من اصحابه.. و بيسأله:”انت ايه اللي جابك هنا؟”
فا يرد ابن العم و يقول له: “اهلا يا فلان! انا جاي عشان اصطاد.”
فا يرد اللي جايله و هو في نفس الوقت بيكون بيغير في شكله و يقول له: “انا مش فلان! انت مش عارف ان الشط ده مسحور؟! انت عارف ان ده مكانا!”
فا فيهم انتنين من الخوف جريوا لما طلعولهم الناس دي.. و نسيوا حتى ياخدوا معاهم الحاجات اللي كانوا جايبينها؛ السكينة و الكبريت..
بس التالت اللي هو كان اجرأ واحد فيهم و اللي جت له الفكرة من الأول رد علي اللي جاله ده و قال له: “الشط ده بتاع الكل و السمك ده بتاع الكل و الرزق ده لكل الكائنات مش ليكم لوحدكم! و احنا طالما مش هانئزيكم فا انتوا ماتئزوناش!” بس .. و فضل بقا الحوار داير بنهم.. و فضل اللي معاه ده مش عاجبه الكلام قعد يطول كل شوية يطول يطول يطول لغاية ما بقا طويل زي العامود و هو بيقول له: “انت المفروض ماتجيش هنا!”
بس التاني ابن العم ده فضل يقول له: “لا احنا هانيجي هنا و الخير كتير و بتاع الأرض كلها.. و احنا زي ما بقولك كده مش هانئزيكم..!”
و فضل الشجاع ده يقرا قراءن لغاية ما لاقى اللي قدامه ده قعد يصغر يصغر يصغر لحد ما صغر خالص و نزل عالأرض و اتحول قدامه بقا كومة رماد كده..
وخلصوا التلاتة الحتة كلها من الجن دول..
و رجعت الناس تصطاد تاني فالمكان ده اللي كان فيه خير كتير.
و خلصت الحكاية على كده”
الشخصيات |
|
الزمان و المكان | زمان على شط بلد |
دلالات تاريخية | لا يوجد |
المصدر: هالة نشأة، معلم أول رياض أطفال، 01024211324
بتاريخ: 26 يناير 2020
“في مكان عند الطابية، الطابية دي قدامها سلالم عالية فوق تنزل تحت فقالت لي جدتي ان زمان الناس كانوا بيقولوا ايه ان السلالم دي فيها جنية! طبعا كل الناس كانت بتخاف تروح الحتة دي فا مكانش في ناس بتعدي من ناحيتها خالص.. و جدتي قالت لي ان لما الناس زادت فا و هما ماشيين داسوا عليها..!”
المصدر: وصفي تمير، مؤرخ و معلم خبير دراسات إجتماعية، 01091681696
24 يناير 2020
تم انشاء الطابية (القلعة العثمانية) في القصير في عهد السلطان “سليم الثاني” لحماية قوافل الحجاج و التجار و الميناء و اهالي القصير من اعتداء العربان.
الحكاية بعد التعديلات:
كان يا مكان في قديم الزمان، قدام قلعة القصير، كان في شط عالبحر مسحور.(1) القلعة هناك كان لها سلالم فوق بتِنَزِّل لتحت، الناس كانت ما بتجرئش تعدي من ناحيتها، كانوا بيقولوا ان عايش فيها جنون!( 2) فا كل الناس كانت بتخاف تروح على شط البحر ده. رغم كده كان في سمك كتير فالبحر فالمكان ده فا ناس كتير كانت بتحاول تغامر و تصطاد هناك عشان تجيب سمك اكتر بس كان كل ما حد يروح هناك يرجع مرعوب و يقعد يحكي عن حاجات غريبة شافها هناك و سمعها… بس كان في تلات صيادين ولاد عم قال واحد فيهم: “احنا ايه رأيكم نروح نصطاد هناك؟” طبعا اهلهم خافوا و ازاي تروحوا احنا نخاف عليكم، الشط ده مسحور و احنا مش هانقدر ننقذكم. بس التلاتة صمموا يروحوا.. و في الليلة دي كل واحد فيهم راح على بيته عشان يستعد و يجمع حاجته.. فا منهم اللي قال: “انا هجيب معايا خنجرعشان احمي نفسي!”، و التاني قال:”انا هاخد معايا كبريت..” و التالت لم حاجة الصيد و قال: “ده شط مسحور، يعني انا هدافع على نفسي بإيه من الجنون؟! انا مش هاخد حاجة..!”
و فعلا خدوا حاجتهم و راحوا التلاتة عالشط يصطادوا..
و اول يوم، فضلوا يصطادوا بقا و يجيبوا فالسمك بس كانوا على اعصابهم يعني اي حاجة يشوفوها حتى مالهاش دعوة بالسحر زي حشرة ولا قطة.. يتخضوا منها جامد و ينطوا من الخوف..!
و بعدين جه على اليوم التالت، خلاص ابتدوا يرتاحوا فالمكان و حسه انه تمام.. و كل واحد نايم عالشط في حتة لوحده.. فا طلع لكل واحد فيهم جني على شكل واحد من اصحابه.. و بيسأله:”انت ايه اللي جابك هنا؟”
فا يرد ابن العم و يقول له: “اهلا يا فلان! انا جاي عشان اصطاد. و انت ايه اللي جابك هنا”
فا يرد عليه الجني و هو في نفس الوقت بيكون بيغير في شكله و يقول له: “انا مش فلان! انت مش عارف ان الشط ده مسحور؟! انت عارف ان ده مكانا!”
فا فيهم اتنين من الخوف جريوا لما طلعولهم الجنون دول.. و نسيوا حتى ياخدوا معاهم الحاجات اللي كانوا جايبينها؛ الخنجر و الكبريت..
بس التالت اللي هو كان اجرأ واحد فيهم و اللي جت له الفكرة من الأول رد علي الجني اللي جاله ده و قال له: “الشط ده بتاع الكل و السمك ده بتاع الكل و الرزق ده لكل الكائنات مش ليكم لوحدكم! و احنا طالما مش هانئزيكم فا انتوا ماتئزوناش!” بس .. و فضل بقا الحوار داير بنهم.. و فضل الجني مش عاجبه الكلام و قعد يطول كل شوية يطول يطول يطول لغاية ما بقا زي العامود..! وهو بيقول له: “انت المفروض ماتجيش هنا!”
و الراجل فضل يقول له: “لا احنا هانيجي هنا و الخير كتير و بتاع الأرض كلها.. و احنا زي ما بقولك كده مش هانئزيكم..!”
الجني قال له بصوت عالي جدا من فوق: “لا انتو البشر بتوسخوا اي مكان بتعيشوا فيه!”
فا رد عليه و قال له: “اوعدك مش هنوسخ!
فا الجني قصر شوية و قال له: “لا انتو البشر بتاخدوا من الأرض و البحر اكتر من اللي انتوا محتاجينه!”
فا يرد عليه و يقول له: “اوعدك مش هناخد اكتر من اللي محتاجينه!”
فا يقوم الجني يقصر حبة اكتر، و يقول: “لا انتوا البشر بتبنوا بيوتكم عالشط و بتعملوا شوارع بتهد بيوت كائنات الشط!”
فا يرد عليه و يقول له: “اوعدك مش هانبني بيوت ولا هانعمل شوارع عالشط!”
فا يقوم الجني يقصر اكتر و أكتر لحد ما قرب منه و قال له: “لا انتوا البشر بترفعوا عواميد نور بتعمي كائنات البحر اللي بتطلع بالليل عن نور القمر و تلخبطهم..!”
فا يرد عليه و يقول له: “اوعدك مش هانحط عواميد نور!”
الجني نزل قدام الراجل و قال له: “و لو نسيت وعدك؟!”
الراجل رد عليه و قال له: “يبقا مانستاهلش نعيش على ارضكم و هايبقا عندكم الحق تطردونا..”
اجتمع اهل الشط و ناسه السحريين كلهم في غمضة عين و بعد كده وافقوا على انهم يجربوا الصياد ده هو و اهله و ناسه على شرط انه هايوفي بوعده و إلا هو و ناسه هايشوفوا اللي مايرضيهمش!
و رجع الراجل لولاد عمامه و عيلته و حكى لهم عاللي حصل و فرحوا كلهم بسلامته.. و بقوا يروحوا يصطادوا هناك و بقى صاحبنا ده هو حامي الشط و عدت شهور و لفت سنين و بنا الراجل و اهله بيوت من الطبيعة بعيدة عن الشط و عاشوا كلهم مع الجنون في سلام.. و الناس اتعلموا منهم اسرار الطبيعة و سحرها.
و كبر الراجل حامي الشط و هو محافظ على وعوده و احفاده من بعده مشوا على كلامه.
و عاش الجميع مع بعض في انسجام و كان كله تمام التمام..
—
(1) تم انشاء الطابية (القلعة العثمانية) في القصير في عهد السلطان “سليم الثاني” لحماية قوافل الحجاج و التجار و الميناء و اهالي القصير من اعتداء العربان.
(2) جنون هي تقال احيانا بالعامية كمعنى لجمع كلمة “جني” و لكن جمع كلمة “جني” باللغة العربية الصحيحة هي “جن”.
الشخصيات |
|
الزمان و المكان | زمان على شط القصير قدام الطابية |
دلالات تاريخية | لا يوجد |
الدروس المستفادة:
احترام الطبيعة و كائناتها و العيش معاها في انسجام..